رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

القاهرة تتحدى التحركات التركية والإثيوبية في الصومال.. ماذا قال السيسي اليوم؟

المصير

الخميس, 23 يناير, 2025

05:17 م

 

 

في خطوة تؤكد التزام مصر بالحفاظ على أمنها القومي ومجالها الحيوي في منطقة القرن الإفريقي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم في القاهرة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، حيث أكد السيسي أن مشاركة مصر في بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة في الصومال تأتي في إطار دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية مواجهة التحديات التي تهدد أمن المنطقة.

رسائل مصرية حاسمة

خلال اللقاء، أكد الرئيس السيسي أن مصر ستواصل دعمها للصومال على كافة الأصعدة، خاصة في المجال الأمني والعسكري. وأشار إلى أن التحركات المصرية في الصومال تهدف إلى تعزيز استقرار هذا البلد الذي يعاني من تحديات كبيرة، كما أنها تأتي في إطار استراتيجيات أوسع لحماية الأمن القومي المصري.

وقال السيسي: "مشاركتنا في الصومال ليست موجهة ضد أي دولة، بل تهدف لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة، ونحن ملتزمون بالتضامن مع أشقائنا في الصومال لمواجهة أي تهديدات."

بداية التحركات المصرية

جاءت التحركات المصرية في منطقة القرن الإفريقي استجابة للتطورات الأخيرة، خاصة بعد محاولة إثيوبيا إيجاد منفذ لها عبر البحر الأحمر. وقّعت أديس أبابا اتفاقية مع إقليم صومال لاند غير المعترف به دولياً، بهدف إقامة قاعدة عسكرية هناك، مما أثار قلق الصومال ودفعه إلى طلب الدعم من مصر.

استجابت القاهرة سريعاً لهذه الدعوة، حيث أرسلت قوات عسكرية ومساعدات دفاعية لدعم مقديشو في مواجهة التحركات الإثيوبية. ولم تقتصر هذه الخطوة على حماية الصومال فحسب، بل جاءت أيضاً كوسيلة للضغط على إثيوبيا في ملف سد النهضة، لتؤكد مصر أنها لن تسمح بتهديد مصالحها الاستراتيجية.

قلق إثيوبي وتدخل تركي

أثارت التحركات المصرية في الصومال قلقاً كبيراً في أديس أبابا، التي سارعت إلى إصدار تصريحات عدائية ضد القاهرة. وفي الوقت نفسه، تدخلت تركيا في المشهد، حيث تسعى هي الأخرى لإقامة قاعدة عسكرية في الصومال. حاولت أنقرة التوسط بين إثيوبيا والصومال لتخفيف التوتر، إلا أن التحركات المصرية أكدت أن القاهرة لن تتخلى عن مجالها الحيوي في القرن الإفريقي لأي طرف.

اتفاقيات استراتيجية وتعزيز التعاون

شهد اللقاء بين السيسي والرئيس الصومالي اليوم توافقاً حول أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين. واتفق الطرفان على مواصلة العمل بموجب بروتوكول التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2024 في القاهرة، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات الدولة الصومالية ومؤسساتها الأمنية لمواجهة التحديات المتصاعدة.

كما ناقش الرئيسان نتائج "قمة أسمرة" الثلاثية التي جمعت مصر والصومال وإريتريا في أكتوبر 2024، والتي مثلت محطة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي. وأكد الجانبان على أهمية عقد قمة ثانية لمواصلة التنسيق المشترك ودعم الاستقرار في المنطقة.

القرن الإفريقي.. مجال مصري حيوي

تأتي هذه التحركات المصرية في ظل تزايد الأطماع الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، التي تعتبرها القاهرة جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي. فمع تزايد النفوذ الإثيوبي والتركي في المنطقة، تعمل مصر على تعزيز حضورها من خلال التعاون العسكري والدبلوماسي مع الدول المحورية مثل الصومال.

وأكد السيسي خلال لقائه أن مصر تدرك جيداً أهمية الحفاظ على أمن البحر الأحمر، الذي يمثل شرياناً حيوياً للتجارة العالمية، مشيراً إلى أن أي تهديد لهذا الممر المائي سيؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.

تحديات المستقبل وموقف مصر الثابت

بينما تسعى تركيا وإثيوبيا لتعزيز وجودهما في الصومال، تؤكد مصر أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات لتهديد مصالحها. التحركات المصرية الأخيرة، سواء من خلال الدعم العسكري أو التعاون السياسي، تعكس استراتيجية واضحة لحماية المجال الحيوي المصري في منطقة القرن الإفريقي.


تثبت مصر مجدداً أنها قوة إقليمية لا يستهان بها، تسعى بكل قوة للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية أمنها القومي. لقاء السيسي اليوم مع نظيره الصومالي هو تأكيد جديد على التزام القاهرة بدورها القيادي في مواجهة التحديات التي تواجه القرن الإفريقي، وعلى أن مصر ستظل داعمة لكل جهد يحقق الاستقرار ويواجه التدخلات الخارجية.